-
عبدالرحمن أمين يوسف يكتب: المشهد العربي والعالمي.. بين أزمات متصاعدة وتطلعات نحو الاستقرار
تشهد الساحة العربية والعالمية هذه الأيام تحولات متسارعة على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، تعكس حجم التحديات التي تواجهها الدول والشعوب في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.
ففي العالم العربي، لا تزال القضية الفلسطينية تتصدر المشهد، مع استمرار التصعيد في الأراضي المحتلة، وسط معاناة إنسانية متفاقمة يعيشها الشعب الفلسطيني يومًا بعد يوم. إن استمرار هذا الوضع بات أمرًا غير مقبول، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل عاجل لوضع حد لمعاناة الأبرياء، وفرض حلول سلمية عادلة تنهي الاحتلال وتعيد الحقوق لأصحابها.
إنني أؤمن أن حل القضية الفلسطينية بشكل نهائي وعادل لم يعد خيارًا، بل ضرورة إنسانية وسياسية وأمنية. يجب أن تتوقف آلة القتل والتدمير، وأن يحيا الشعب الفلسطيني بكرامة وأمان على أرضه، كما نصت عليه جميع المواثيق الدولية.
وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي تلعبه مصر في دعم القضية الفلسطينية على كل الأصعدة، سواء من خلال جهود التهدئة، أو فتح قنوات الحوار بين الفصائل الفلسطينية، أو تقديم المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة. مصر كانت ولا تزال في مقدمة الداعمين للقضية الفلسطينية، انطلاقًا من دورها التاريخي والقيادي في المنطقة.
وعلى الصعيد الإقليمي، تتواصل محاولات بعض الدول لتحقيق تقارب سياسي يهدف إلى إنهاء سنوات من التوتر، كما تشهد المنطقة حراكًا نشطًا في ملف الطاقة والتحول الاقتصادي، حيث تسعى الدول الخليجية لتوسيع استثماراتها وتنويع مصادر الدخل في ضوء التحديات المناخية والاقتصادية العالمية.
أما دوليًا، فقد تصدرت أزمات الحرب في أوكرانيا والتوتر في بحر الصين الجنوبي عناوين الصحف، في ظل تصاعد المخاوف من اتساع رقعة الصراعات وتأثيرها المباشر على الاقتصاد العالمي، ولا سيما في ما يتعلق بأمن الطاقة والغذاء. كما تواصل المنظمات الدولية مناشداتها لضبط النفس والدفع باتجاه الحلول الدبلوماسية.
وفي خضم هذه التحديات، يظل صوت الشعوب هو الأمل الحقيقي في تغيير الواقع، ودفع الحكومات إلى مزيد من الإصلاحات، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتعزيز حقوق الإنسان، بما يضمن بناء عالم أكثر توازنًا واستقرارًا.
نحن بحاجة اليوم إلى مزيد من التضامن العربي، والتكاتف الدولي، والتفكير الجماعي في مصلحة الشعوب، بدلًا من الاصطفافات والصراعات التي تعمق الانقسام وتضعف فرص التنمية.
بقلم / عبدالرحمن أمين يوسف
اترك تعليقا: